المتابعون

السبت، 16 يونيو 2018





( يالاَ هذاَ العمْر الرَاكَضْ ) 
يالاَ هذاَالعمْر الرَاكضْ حقاً في العَاشِر من يُونْيو بالمشفى الجَامعيِ هانوفر ألمانيا علي أيدي الشقراوات أَتَيتْ طِفلةٌ ، بِوزْن عَظِيم ممتلئة الوجْنتِين كما أنا اللأنْ ، مِزَاجِيةٌ ظَلتْ أُمي تعاني المخاضْ يومانْ حتي قرر البروفيسور شْنّايدرْ ولادتي قصرية فرفضت الأوامر وأتيتهم بغثة يبدو أننيِ يساريةٌ مُذ كُنْت جَنين أقود ولا أقاد ! كان يردد الطبيب مقولة (baby like Gathafy changing every moment )
تيمناً بِمزاجية عِلاقة الرئيس السابق معمرالقذافي مع الْعَالَم
كنتْ أملكْ شريان بِقلبي ضيق لذلك أٓخْبروا امي أنني سأرحلُ عنها في غرفة أخري ،
أبيت هناك وحدي أقاوم لأجل الحياة بحضانتيِ لم أكن اعلم أن شرياني الذي اتسع شيئا فشيئا حتي تحول الي قلب متسع غدت مقاومته للحياة عادة ، يالا قلبي الغبي الذي لاينكمش بل يزداد إتساعاً ! تماما كشريانه
قالت أمي حينما أتيت انها إنتظرت عشر أعوام حتي تحضي بطفلةٌ ، و يوم ولادتي لم تنم أربعةُ أيام من شدة السعادة ، أمي التي لطالما إنحدر الدمع من عينيها كلما التقت بسيدةِ تنتظر رحمة الله ليطعمها الأمومة ظلت دوما ترددُ (شوقهم واعر يابنتي ) ثم تسْرد مواقفها الكثيرة التي أوقدوا فيها البشر حريقاً بالأذي داخل سويدائها أخبرتني يوما ان سيدة لطخت وجه طفلها "بالعوين" حينما أتتها تبارك خوفا من أن تصيبه بالعين واخري أخبرتها ان المرأة التي لا تلد كالبقرة التي لاتجيد الحرث وتأكل بلا فائدة وأخريات منعنها من رؤية أطفالهن بحجة أن السيدة التي يموت أطفالها دائما عقب ولادتهم نذير شؤوم كنت دائما أتحسس ذاك الوجع الساكن بقلبهاإذ تحدث عن ميلادي أنا وأخوتي ذاك الوجع الذي يأسرني كلما قالت (دفنتهم عشرة خوتك العشرة حتي باتك مسكين مل من دفن ) كنت دائما اتخيل لو ان لي عشرة اخوة علي قيد الحياة فوق المشاكسان اللذان امتلك .
هل كان في حياتنا شيء من التغيير هل كانت إحداهن ستخطف قلب أبي مني كما افعل انا من دون أخوتي !؟
حينما اتيت لبنغازي استقبلوني بالأعياد ذبحت جدتاي الذبائح علقت علي الأبواب الزينة وأخبرو الجار واوقدوالأنوار بالدار وثرثرت عجائز الحي مرددات
(الوشيش جدت عليه بنت بودرية !بعد عدو لالمانيا جابو بِنَت بودرية وروحوا بودرية ومدرهبة اتقول ألمانية)
يبدو لي أن عجائز الحي كن يجدن "تكبير الشورخ" كما نقول بلهجتنا الدارجة أو لعلهن إعتقدن بأني لست أبنتهم لشدة إحمراري
كان من المفترض أن يطلق علي أسم ليبيا وحينما تدخل محمد أخي فأختار لي أسم أية كان أسم ليبيا نصيبا لأختي !
وظل أبي يردد أيوتا ! ثم يردف ، أيوتا بالإيطالية تعني النجدة وأنتِ "نجدتي" كان ولازال أبي رجل دوبلوماسي يجيد "التختخة " .
وبرغم ماأحاول دائما أخفاؤه خلف إطلالتي الناعمة إلا أني انثي ذات جلد وصلابة وبأس شديد لي وجه واحد تماما كاللحظات التي أمتاز فيها بهذا الشجن الشاعرية فأبدو رقيقة و شاعرية بشكل ملحوظ أسارع للنجدة في مجمل الأوقات كما لو أني أنفذ وصايا أسمي الدارج !!
لاعمارنا وأقدارنا دلائل تروي قصة إرتباطنا بالأخرين هذه الدائرة النسبية في تسلسلها الغريب المحير ،كيف لهذا العمر الذي لم يأتي إلا بالكثير والكثير من المقاومة منذ الولادة ان يكون نفحة الفرح في قلب الطاهرة التي أنجبتني وذاك النبيل كيف أكون هبة الله لهما اللذان لم يقذفا الاذي في قلوب البشر بقدر مايستقبلانه ،في ذكري ميلادي الخامس والعشرين لايسعني القول إلا الحمد الله الذي أمد في عمر فرحة أمي وأبي حتي صارت ربع قرن ! وأعطاني وقتاً جديداً لأكفر عن زلاتي التي أخشي أن تتكاثر كلما سقطت عني الطفولة والبراءة وحجمت رغباتي حد الإشتهاء ، وإني سعيدة بهذا العمر الذي باتت فيه صغيرات العائلة اللواتي أنجبتهن الحياة علي يدي ينادينني ياعمتي وياخالتي كذلك لا أنكر شوقي للأربعين حينما أكون بكامل نضوجي كالمشمش في أوج موسمه ، أوقات كثيرة أفكر لماذا أحب هذا العمر الذي أتي دون أن أخطط له أو اسعي لوجوده أو أختار له أسما واتمني أن يطول !

بينما أردد بيتي المفضل للشاعر درويش :

"وأعشق عمري لأني إذ متُ أخجل من دمع أمي "




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بعد غياب ! ، العودة .

  مرحباً سُكان رحالة. ! أنها عودة حميدة بلا شكْ ، للركن الأكثر أمان داخل عوامل الإنترنت . كيف يبدو هيئتي ككتابة لا آعلم لكني حينما بدأت الم...