JOKER

هل هو أنا  فقط أم أن الوضع يصبح أكثر جنونا !؟

خلال العمل علي أعداد مقال لفلم قد نال ما نال من الشهرة واستحسنت له أراء النقاد السينمائيين كنت أفكر ماذا سيضيف لي فلم الجوكر ؟  واعتقد  هذا ما دفعني للمشاهدة والكتابة عنه,  جميعنا يعلم أن هذا الفلم يتناول الجانب الأخر للشر واللحظة التي يتحول فيها الإنسان إلي شخص مقبل علي ارتكاب  الأذى بشكل مستديم دون الشعور بالآسي أو تأنيب الضمير يطرح الفلم شخصية أرثر فيليك التي تبدو في بداية الفلم شخصية هشة وضعيفة لشخص يعاني متلازمة اضطراب عصبي تجعل منه يضحك بلا سبب حيث يثير ذلك غضب من حوله ولا يتردد الجميع بالتنمر عليه ثم يعرج الفلم في الدخول ألي أعماق الشخصية التي تتردد علي طبيب نفسي لتعالج من اضطرابات الوهم ونري هنا كيف تم توظيف الاضطراب الوهمي الذي ما هو إلا مرض نفسي يبدأ تدريجيا في الصعود من الشعور بالاضطهاد وانعدام الثقة إلي الشك ومن ثمة جنون العظمة ونهاية بأقصى مراحل المرض خطورة وهي ارتكاب الجريمة

آرثر الذي تعرض لطفولة مهينة وممتلئة بالتعذيب الجسدي كان ضحية لأم تعاني الاضطرابات النفسية هي الأخري كان يعمل كمهرج بأجر زهيد لا يظهر له أصدقاءه في العمل أي احترام  و طالما كان يمتلك حلما أن يصبح ستاندب كوميدي  يلقي النكت علي خشبة المسرح  الا أن حليفه كان  الفشل , تتطور أحداث الفلم حول شخصية أرثر الذي الذي يعيش في مدينة غوثام تلك المدينة  تعاني حالة من حركات الشغب ضد السياسين فينتابه الذعر والخجل من حقيقته حينما يتضح لديه أن أمه قد خبئته عنه سر تبنيه من من مركز الرعاية ويقرر البحث عن أبيه بعد  أن عمل علي اكتساب بعض من ثقة بالنفس عقب أول جريمة قتل يرتكبها خلال حادث عرضي في مترو الإنفاق هنا تبدأ شخصية أثر خلال مشاهد الفلم تتحول الي شخصية الجوكر الذي بدا يجد لذة في أظهار دافع الانتقام ممن قاموا بأذيته خلال مسيرة حياته وهنا استوقفتني كثيرة بعض الاقتباسات التي كانت ضمن حوار الفلم 

"أنا لا أملك سوي الأفكار السلبية"

جعلني هذا الاقتباس أعود لفتح مقالات كثيرة تتحدث عن سلوكيات الأفراد الذين يعانون الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والهوس الاكتئابي ثنائي القطب وغيرها من الإمراض التي تودي نتيجة للتفكير ولسلوك السلبي لجعل المريض يعاني عدم توازن داخل المستقبلات العصبية ونواقل الإشارات العصبية  للمواد الكيميائية المسؤولة عن الأمزجة والفعل وردة الفعل والحقيقة هذا فتح لي باب أخر في التدقيق فيما تمت كتابته للسيناريو الذي بدا لي أنه كتب برؤية علمية وفكرية جيدة  من قبل الكاتب "سكوت سيلفر." يمكنني أن أقول جمال الفلم يكمن في أداء الممثل خواكين فينيكس الذي أجتهد في جعل المشاهد يتأثر بالتحول العميق في شعور ناحية الشر والأشرار من النبذ والكره  إلي الشفقة  علي الذات الغائبة  أفضل اقتباساتي للحوار الذي صنعه الكاتب كان

"أسوأ ما في الإصابة بالسقم الذهني هو أن الناس يتوقعون أن تتصرف وكأنك لست مصابا به  "

هنا وقفت كثيرا عند سؤال طرحته علي نفسي كيف يود  من يعاني الاضطرابات الذهنية أن تراه وتتعامل معه وهل في حال تقبل المجتمع هذا النوع من الشخصيات وقام بأحتواءهم هل يعود بذلك الأمر بالمنفعة الصحية علي المريض  ؟

خلال كتابتي لهذا المقال كنت قد تطرقت لقراءة بعض من ردود النقاد حول الفلم ومنهم الناقد "تيري واير من مجلة أمباير " الذي أشارة بأن  الفلم قد  نجح فيه كل من الكاتب والمخرج توم  فيليبس بطرح كيف تكون حياة الشخصيات التي تعاني العقد النفسية وكيف يصنع الشر إلا انه قد أضاف نقطة أخري مهمة أن مثل هذه الأفلام قد تشكل خطرا للمشاهد الخطأ وهنا كنت قد وقفت علي هذه الملاحظة التي كانت بوابة لمشاهدتي لهذا الفلم حينما أخبرني أحد أساتذتي بالجامعة ما إذا كانت الغاية من وراء مثل هذه الأفلام هي التغير الفكري الناعم في المجتمعات لجعل الأفراد يتقبلون فكرة الشر وارتكاب الجريمة عوضا عن انزال اشد العقوبات في مرتكبيها   لكني وجدت حقا ان مثل هذه الأفلام لعلها قد تبدو لوهلة في حال شاهدها المشاهد الخطأ محرضة علي ارتكاب الانتقام إلا أنها حقا تحث علي صناعة الدراسات العلمية والاجتماعية لدراسة سلوك الفرد الذي يعاني اضطراب في السلوك , الفلم ممتع من ناحية التصوير والزوايا التصويرية به كذلك الالوان لها طابع تراجكوميدي يدمج مابين الاثارة والادراما

والكوميديا السوداء الموسيقي التصويرية كانت رائعة وخاصة مشهد رقصة

 

. "BATHROOM "

 

والتي من خلال الاطلاع تبين لي أن الممثل خواكين هو من قام بارتجال هذه الرقصة خلال تصوير مشاهد الفلم حصد الفلم عدد من الجوائزحيث 

 

تم عرض الجوكر للمرة الأولي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي النسخة 76 في 31 أغسطس 2019 ,حيث فاز بجائزة الأسد الذهبي وهي اعلي جائزة في المهرجان  ثم أحتل الصدارة في شباك التذاكر الأمريكي مما جعله الفلم الاعلي دخلا الذي اجتاز المليار دولار في شباك جميع أنحاء العالم حيث تم ترشيح الفلم إلي 11 جائزة عالمية وتحصل منها علي جائزتين أوسكار كأفضل ممثل 

للممثل خواكين فينيكس وافضل موسيقي تصويرية  كانت من نصيب هيلدرو غونادوتير 

                   .