الخيميائي

من لابد أن نكون علي استعداد للتخلي عن الحياة التي خططنا لها حتى نتقبل الحياة التي تنتظرنا

جوزيف كامبل

حينما قررت قراءة رواية الخيميائي كانت بعد تكاسل أحاط بي مذ عام جعلني أتخلي عن التدوين والقراءة بانتظام كما كنت أفعل وعليه حينما قررت العودة كانت من أهدافي هي الحصول علي وجبة ثقافية سهلة وسريعة يمكنها أيقاظ الشغف مجددا

كان اقتباس جوزيف كامبل أحدي الاقتباسات المحببة إلي قلبي التي استخدمها وأدرجتها ضمن مشروع تخرجي من الجامعة  لعام 2019م ولكني بطريقة  ما هذه المرة بصحبة " باولو كويليو" الكاتب البرازيلي الذي أعاد لي أهمية التمسك بالأحلام وأهمية أتباع طرق تحقيق الأهداف حينما بدأت الرحلة كانت بتاريخ  "25 فبراير 2020 م" داخل صفحات رواية عددها "168" صفحة  أعاد لي أهمية  بما بين الأيدي يعني الاستسلام وعدم صناعة خريطة للأهداف أم أن حياة الإنسان هي قدرية لا اختيارية بالدرجة الأولي  تنقسم الرواية إلي ثلاث أقسام القسم الأولي يحدث عن فتي قرر إتباع حلم يراوده  في كل ليلة عن كنز موجود في قلب الصحراء كان ذلك أمرا لا يهتم به حتى بدأ يتردد علي سيدة غجرية تضرب الودع فأخبرته بأهمية أتباع  حلمه وقادرياته وهنا يسلط الكاتب الضوء علي مشاكل الاستسلام التي يتعرض لها المرء وكيف يفقده هذا الاستسلام أهمية أدراك نفسه وقدراته وقدره أيضا لذلك في  هذا القسم يجعل القارئ يتوقف عند بعض الاقتباسات الملهمة  التي منها :-

"في لحظة معينة من وجودنا نفقد السيطرة علي حياتنا فتغدو منذ ذلك مسوقة بالقدر هنا تكمن أكبر خديعة في العالم "

يحث الكاتب خلال القسم الأول من الرواية علي أهمية إيجاد مبدأ الأسطورة الشخصية وهو وجود شغف في تحقيق وإيجاد الذات لكل إنسان لذلك يجعلك تتوقف كثيرا عند مصطلح "الأسطورة الشخصية "

"عندما ترغب في شيء ما فأن الكون بأسره يطاوعك علي القيام بتحقيق رغبتك  "

ثم يعيد تأكيد أهمية عدم الاستسلام بأقوال جدا تلامس الفكر :-

"إذ تشابهت الأيام هكذا فذلك يعني أن الناس توقفوا عن أدراك الأشياء الجميلة التي تمثل في حياتهم مادامت الشمس تعبر السماء "

"لان الحياة تريدك أن تعيش أسطورتك الشخصية  "

لكنه يعيد قول في غاية الأهمية  الذي يجعلك هنا تقف كقارئ لتعيد صياغة مفهوم الوجوديات والقدريات

"تعلم أن تحترم الإشارات وتطيعها  "

حيث يعيد من خلال صياغة الطرح أن من ينجح في إدراك الإشارات القدرية عليه ان يتحلي بالصبر وسعة الصبر حيث من الواجب أن تدرك في حياتك كيف تتكلم والي من تتكلم وعلام تتكلم !

القسم الثاني من الرواية  يعطي للإحداث أهمية أي بعد بناء الركيزة الأساسية التي يود الكاتب إيصالها للقارئ يعمل علي جعل القسم الثاني هو حالة لفهم كيفية العمل علي تحقيق هذه الركيزة وهنا تجد أحداث الرواية تأخذك الي رحلة الراعي سنتياغوا للبحث عن كنزه فيقابل الملك ويقابل حب حياته فاطمة ويتعامل مع الصحراء ورجالها ولصوصها ثم يجد من يساعده في إيجاد ذاته وتحقيق حلمه حيث تظهر شخصية الخيميائي  استوقفتني خلال القراءة عدد لا بأس به  من الاقتباسات داخل سياق السرد حيث أهمها كانت

"الأسطورة الشخصية الغاية الحقيقية للحياة "

"أن لكل أمرء أسلوبه في التعلم ,كل منا يختلف عن أسلوب الأخر ,بيد أننا كليا نسعى إلي تحقيق أسطورتنا الشخصية لذلك ""فالناس يؤخذون بفتنة اللوحات والكلمات فينسوا في النهاية لغة العالم  "

"أن خوف من الفشل هو الذي ظل ,حتى الآن يمنعني من محاولة تحقيق الانجاز العظيم "

"أريد ان اعرف المستقبل لأني إنسان , والناس تحكم معيشتهم العلاقة بمستقبلهم "

"أن من  يؤمن بالأحلام يحسن أيضا تفسيرها  "

في نهاية الرواية يتحصل سنتياغوا علي أسطورته الشخصية ويجذ ذاته لأنه حقق أحلامه حينما نبذا الاستسلام وترجل عن الخوف صار قلبه شجاعا قادر علي تقبل فكرة من لابد أن يسعي المرء لتعلم لغة العالم لكي يفهم الحياة ويدرك نبوءته

"أنصت إلي قلبك ,فهو يعرف كل شيء لأنه أتي من روح العالم ,وسوف يعود إليها يوما "


25\مارس\2020م