رحلة في الأدب الكويتي
ذاع صيت كاتب شاب منذ سنوات ، حيث برز بعد فوزه بجائزة البوكر العربية خلال عام 2013 م لروايته الشهيرة ساق البامبو "سعود السنعوسي كاتب طموح يجيد صناعة الرواية البسيطة في لغتها العميقة في مضمونها ، منذ ان وقعت عيناي علي كتابته ادركت أنه سيتخذ مكانته في رواية العربية وسرعان ما أنطلق برواية حقا أجادت حبس الأنفاس ، قرأت كلتا الروايتين الأعوام الماضي فيما عزمت أن أكمل كل ما قدم سنعوسي خلال أربعة روايات تمتلك أنماط كتابة وأفكار مختلفة
لكن ما يجعل المرء حقا لا يتردد في كتابة مراجعة مهمة يشيد بعبقرية كاتبها هي رواية التي منعت من النشر في أرضها .
رواية ، فئران أمي حصة
(ما عادت الفئران تحومُ حول قفص الدجاجاتِ أسفل السِّدرة وحسب. تسلَّلت إلى البيوت. كنتُ أشمُّ رائحةً ترابية حامضة، لا أعرف مصدرها، إذا ما استلقيتُ على أرائك غرفة الجلوس. ورغم أني لم أشاهد فأرًا داخل البيت قط، فإن أمي حِصَّه تؤكد، كلما أزاحت مساند الأرائك تكشف عن فضلاتٍ بنيةٍ داكنة تقارب حبَّات الرُّز حجمًا، تقول إنها الفئران.. ليس ضروريا أن تراها لكي تعرف أنها بيننا! أتذكَّر وعدها. أُذكِّرها: "متى تقولين لي قصة الفيران الأربعة؟". تفتعل انشغالا بتنظيف المكان. تجيب: "في الليل". يأتي الليل، مثل كلِّ ليل. تنزع طقم أسنانها. تتحدث في ظلام غرفتها. تُمهِّد للقصة: "زور ابن الزرزور، إللي عمره ما كذب ولا حلف زور..".)
أكثر ما أثار شعفي للتدوين هو سنعوسي حيث بدات محاولاته في الكتابة بصنع مدونة خاصة إلكترونية تمدد فيما بعد عبرها للخروج لفضاء العالم الخارجي ليري الجميع عبقرية الأبداع ، فئران أمي حصة رواية تستند علي أحداث سياسية ، تتحدث عن آفة الفتنة الطائفية، وتدور أحداثها في الكويت منذ 1985 وحتى الزمن الافتراضي الذي تتحرّك فيه الرواية في 2020.
تتخذ رواية قسمين وتتسم بالطابع الشعبي كذلك تجسيد مسلسل علي الدنيا السلام "محظوظة ومبروكة "داخل الرواية أضافة لها لمسة من الحنكة في أتخاذ الحي بداية لإنطلاق الأحداث رواية بها من التشويق مايجعلك تلهث وراء قسميها أرث النار ويحدث الأن التي تكتسب اختلاف زمني ملحوظ ، برغم مرور عامين ونيف علي قرأتي لهذه الرواية إلا أنني لازلت أتذكر وقفاتي علي ناصية هذه الرواية حيث تتمتع بروح وطنية عالية وتعطي أبعاد لرؤية متسعة إلي ما سيؤل إليه إنعدام قدرتنا علي تقبل بعضنا البعض بختلاف أجناسنا وطباعنا وكذلك ديانتنا ومذاهبها في أوطاننا العربية
الروايات لا تعطي حلولا فقط في العادة إنما تعطي عرض للمشكلات وكذلك ماينتج عنها إذ ستمرت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق