الصفحات

الخميس، 18 مايو 2017

في سبيل التاج


                                                                روايــــــــــــة 
                                                          (....في سبيل التـــاج... ) 

حينما يستوقفك شغف القراءة علي عتبات ما نسج من أدب علي يد مصطفي لطفي المنفلوطي ..يعتريك الفضول أولا لتتسأل من هذا المنفلوطي؟
انه ابن الريف الذي اشتعل رأسه بالفضول فقد كان شابا محافظا نشأ في عائلة ملتزما اخلاقيا وأجتماعيا ,شب علي تعاليم ابيه فالازهر وقد ذاع صيته بعفتة اللسان والتصرف وحسن الفكر والزهد فالبهرج الخداع 
لقد اجاد المنفلوطي الكتابة وأخذ من الواقعية أسلوبا له الذي عمل من خلالها علي تطوير حركة الثقافة والوعي فمن حوله كما أنه لم يعرف أنذاك بأنه شاعر بل بأنه الناثر للنصوص الشاعرية ,
كانت سبيل التاج هي احدي الروايات التي قام بترجمتها عن الكاتب فرانسوا كوبية والتي هي فالحقيقة ملحمة لمسرحية شعرية اختصر من خلال ترجمه لها الكثير والكثير من المشاهد ألا برغم كل ذلك الاقتصاص أجاده المترجم اعلاه الحفاظ علي الهيئة الجوهرية للعمل الأدبي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




تشغل الرواية أحدي عشر فصلا ..
تدور أحداثها في القرن الرابع عشر حيث أرادت الدولة العثمانية ان تخضع لسيطرتها شعوب البلقان ..ومن هنا يأخذك الكاتب في رحله من صنع الخيال لستوقفك داخل مملكة القائد برانكوا مير الذي فقد زوجته الأولي بعد أن أنجب منها ابنه قسطنطين الرجل النبيل الممتليء بالفضيلة والحكمة والرصانة الأمانة المحب للوطن ومقدس للمباديء لجمع هذا القسطنطين عذوبة قلب أمه وشجاعة ورصانة ابيه الا ان لعنه الحب ما استطاع ميشيل برانكوا مير ان يفلت منها ليجد نفسه قد اقترن بي ازر بازيليد فتاة ذات طموح جامح بعشق السلطة قد تنبأت لها عرافة ذات يوم أنها ستصبح ملكة البلاد والعباد ولم تنفك الفتاة من ممارسة مالديها من كيد ومكيده لتذهب عقل مشيل وتجعله يخون بلاده ليترأس عرش الدولة لتحقق مازعمت به عرافتها انه نبوءة ومن هنا يلفت انتباهنا الكاتب كيفية استغلال الحب وجعلة سلاح خطير قادر علي ان يقلب والأشياء علي وجهة البسيطة رأسا علي عقب وجعل ميزان الحق يختل, في مشاهد الرواية تظهر فتاة نورية قد باعتها امها للجنود الاتراك لترقص لهم في الحانة تدعي ملتزا اظهرتها الصدفة في وجهة قسطنطين الذي بدورة يلقي عليها بعض من رحمته ويتخذها فيما بعد خليلة له تدور احداث الرواية حول ميشيل برانكوا مير الذي حاول خيانة بلاده بعد ان افرط في حب زوجتة وتنفيذ ماتشتهي وماتطيب له نفسها وقسطنطين الذي يقوم فقتل ابيه لخلص البلاد من شرور نفسة وجشع زوجتة ويحقق بذلك مبدأالشرف والوعي القومي وأهمية الأيمان بأن حماية الوطن واجب أنساني لا بد منه
الا ان فعلت قسطنطين تجعل منه خائنا في عيون شعبه يجره الام الي القضاء العام ليحكم عليه بأن يقضي مدي الحياة علي قاعدة تمثال ابيه ويسمح بجميع الناس بأن يلقوا عليه الشتائم ويبصقون علي وجهه وهنا يرنوا الكاتب الي ابراز التضحية المتمثلة في اخفاء قسطنطين امره ابيه عن شعب حتي لا ينتقص من مجده وبطولاته وتاريخه الماضي فيما يظهر ذلك بتحمله الأذي وتهم الخيانة لكي يعيش ذكري أبيه في ذهن البشر نظيفا عفيفا طاهرا
وفي سياق الملامح الاخير للرواية تظهر ملتزا التي ظلت تعشق قسطنطين وتكن له فيض كبير من المحبة والاخلاص أمام الجماهير فتندفع نحوه لتعلن امام الجمع الوفير أخلاصها وحبها لخليلها لتتخذ هي الاخري من التضحية حجابا لها وتصيح مطالبة بأن يقتلوهما معا ,وعندما أيقنت بأنه لا مفر من موت قسطنطين وحده شرعت باخراج خنجر وغرسه بجسد قسطنطين ومن ثم غرسه بجسدها لتحقق بذلك مقولتها من أيها الرحل العظيم شريفا كما عشقت , وهنا يظهر لنا جمال الحب ووجهه الاخر ....
لتظل حقيقة لحادثة حبيسة التاريخ حتي افصحت عنها بازيليد خلال احتضارها وعرف الناس ان قسطنطين اشدهم وطنية وانه من اشرف الناس .






                          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق