الحياة مليئة بالرسائل !
من منطلق إيماني المطلق بهذه المقولة ومن باب الثرثرة دخلت لعالم
المناظرة
" تحديدا لنادي جامعة بنغازي للمناظرة "
حينما أتممت عمر التاسع عشر وجدت لذة غير منطقية في مخاطبة الناس
شعوري حينما اعتلي منصة و بتحولي لشخص أخر كان ملازما لي في كل مرة
أجدني أخاطب جموع من البشر المسافات التي
يصنعها البشر بين بعضهم البعض وقدرة عضلة واحد بجسد الإنسان علي صناعة حدث ايجابي أم سلبي كان مصدر تأمل دائم لي يستحوذ ني شعور
غريب الانفعال الذي يتحول إلي صوت ونبرة حركة وكلام ثم موقف وفعل وردة فعل
البشر علي اختلاف ألوانهم لهجاتهم ومساعيهم أفكارهم وعقائدهم مواقفهم
وتقلباتهم يمتلكون جميعا عضلة واحد قادرة علي قلب موازين الأحداث , فيما بينهم
قادرة علي تقريب البعيد وإبعاد قريب امتلاك
القلوب وتنفيرها ! صناعة ثروة وادعاء الفقر ومذ أن أدركت
سحر عضلة في تجويف الفم حتى بدأ حلم يراودني
أود أن أصبح متحدثة جيدة !
ومن هنا طرقت أبواب المناظرة وعالم
المتناظرين وصار اللسان العصا السحرية
التي أنحتها كل يوم لعلي أصنع التعويذات بين شفاهي.
عالم المناظرة ممتع لا ينحت اللسان فحسب بل يعمل علي صقل كل عضلات
الجسد ومنحه لغة أكبر لغة الحركة والإيماء ثم يعرج فيصيبك بلعنة صناعة الحجج
حيث بإمكانك بناء مواقفك من قاعدة بها من المعرفة ما يدعم كل مواقفك ومصالحك العامة
والشخصية , إعادة صياغة المناقشة و حل أي قضايا تعريفية ، و إذا كانت لديك خلافات
مع التعريف المقدم من الجهة الإيجابية ، فيجب التعامل معها على الفور ، و إذا كنت ترغب
في تحدي التعريف ، فيجب أن تثبت أنه لديك أفضل تعريف مناسب ، الحقيقة كنوع من الثرثرة لا أود أن أتحدث عن المناظرة
بطريقة تقليدية أود أن انثر تجربتي كرحالة عبر الكتب والآخرون كيف أثرت المناظرة
وفنونها في شخصي وكيف أجادت نحت ثقتي بنفسي وابتلعت الخوف الذي لطالما كان يعتليني
من صحة حجتي وفقه قولي الذي أحاور به الآخرين !
بعد مخيم تدريبي علي التناظر
بمبني البرلمان البريطاني والشرق الاوسط وكذلك تعلم مهارات لغة الجسد والحوار ذكرني ذلك بكتاب قيم قد حثني في مراهقتي علي
البدء في تنفيذ مهارة الاستماع
والاستمتاع , قرأت هذا الكتاب عام 2014 م
من الكتب المهمة التي تترك انطباع متسع
عن آلية صناعة حوار وأهمية وكيفية صياغة خطاب حواري والاهم أنواع الحوار وثغرات التي
يقع فيها المحاور وأسباب فشل الحوار وصناعة حلول ،من الكتب التي أجاد دكتور عقيل سرد
كافة أساسيات المنطق الحواري بصورة جميلة , هذا الكتاب يعمل علي إخراجك منه شخص جديد بفكر أكثر تفتح وإدراك لقد أحببت
بداية الكتاب التي تعمل علي تنبيه القارئ بمقدار الاختلاف مابين المحاورة بلغة الحوار
ومنطقة لقد شرع السيد عقيل بشرح مستويات الحوار شرح دقيق ومتعمق متطرق بذلك إلي أسس
الاختلاف وكيفية معالجة ردة الفعل وتقبل الرأي والرأي الأخر متعرج في منتصف الكتاب
لي أهم أسباب والقضايا التي تعاني منها عقلية الإنسان في تقبل الأخر وتقبل نفسه أيضا
... لم يكتفي بذلك فقط وضع عنوان يتحدث فيه عن ثالوث مستويات الحوار (مثلث ممارسة الديمقراطية
) وقام بتفسير كل العقد الاجتماعية والشرعية التي تقام عليها نقاط الخلاف دوما, فيما بعد انتقل إلي إيضاح مستوي ألعلائقي لتحديد
كيفية التعامل مع العلاقات المختلفة بين العقليات المختلفة ليستمر في تنقيب وإظهار
أنواع العقليات والشخصيات (الأنانية ..ذاتية تميل للأنانية ..ذاتية تميل إلي موضوعية..وموضوعية)
واخذ يفحص ويقدم دلائل ومعطيات واستنتاجات وطرق تفكير كل من هذه الشخصيات علي حدي لم
يكتفي بذلك فقط إنما تطرق للحديث عن المجالات التقويمية لمنطق الحوار سواء أكانت ثقافية
أو سياسية أو إقليمية .. الخ ليختم بذلك كتابه بفحص مستويات القيمة للشخصية المحاورة
وما لديها من مستوي موضوعية ومنطقية وأنسحابية وأنانية .. أحببت حقا طريقة السرد التي
تدل علي وجود محزون أدبي كبير بالإضافة ..كما شعرت انه لا يمكن إدراج الكتاب تحت بند
كتب ثقافية فكرية انه عبارة عن حبكة كتابية أدبية وفكرية ملمة بالفلسفة والدلائل القرآنية
كتوضيح وتعمق في علم النفس والاجتماع .. أكثر من كتاب في كتاب واحد ... عتبي الوحيد
... تمنيت كثيرا أن يكون الكتاب مختصر وددت لو ان د .عقيل جعل الكتاب اكبر حجما وأكثر
توسع ..كتاب جيد جدا. استمتعت قرأته واستفدت منه بصورة كبيرة
كان لنوران حوار شيق وشغوف يخرج من قلب مؤمن بما يفعل ويجبد مايحب فتحدثت بعفوية الطفولة قائلة "بدأت تجربتي و رغبتي في تدريب المناظرة بعد أن شعرت بأهمية ماغيرته المناظرة بداخلي، دائما ما أقول أنني دخلت عالم المناظرة ظنًا مني أني ستأعلم كيف أتحدث والتجربة علمتني أن المناظر المحترف يعرف كيف يسمع، وظننت أيضا أن المناظرة الإحترافية ستجعلني قادرة على الفوز على الأخرين وما تعلمته حقا أن أهم ما تكتسبه من المناظرة هو فوزك على أفكارك الذاتية الراسخة وجلوسك في مقعد الناقد المحلل لكل فكرة أو قضية أو رأي قد يمر أمامك،"
![]() |
نوران العربي ميسرة ومحكمة للمناظرة تحت مبني البرلمان البريطاني ورئيسة لمشروع صوت شباب المتوسط الممول من قبل مجلس الثقافة البريطاني |
فمن هنا جأت رغبتي الحقيقية في نقل تجربتي وترسيخ هذه الأفكار لأكبر عدد ممكن من الناس، ولأنني أكره العشوائية رغبت أن أبدأ طريق التدريب بالطريقة الصحيحة وأن تكون لدي شهادة معتمدة ومبنى مناظرة أكون محترفة فيه فقدمت على دورة تدريب مدربين التابعة لبرنامج صوت شباب المتوسط الممولة من مجلس الثقافة البريطاني وبدأت رحلتي في التدريب ومن ثم وبعد سنتين من الخبرة في مجال التدريب تحصلت على شهادة ميسر رئيسي أي ان بأمكاني اليوم تدريب مدربين أيضا وليش فقط مناظرين، وهدفي الحقيقي ليس الاربع مناظرين الذين أخرج بهم كل عام لتمثيلنا في بطولات محلية وأقليمية
بل هدفي هو تمكين كل متدرب بالمهارات الأساسية التي تمنحها لهم المناظرة لإستخدامها في الحياة اليومية وفي المجالات والتخصصات المتعددة.
كنت قد سألت نوران عن كيفية العمل علي تنظيم مشروع تدريبي وعن بداية فكرة النادي وتأسيسه فكانت أجابتها تزف لي بفرح الأنجازات التي تفتخر بها كسيدة طموحة قائلة :-
أما عن النادي فله قصة أحب جدا أن ارويها
فكون مدينة بنغازي مهد المناظرة في ليبيا شعرت بالأسى الشديد بعد رجوعي لليبيا على توقف حركة المناظرة بها لمدة تتجاوز الخمس سنوات، وبعد مشاركتي بتدريب المدربين مع مدربين من كل مدن ليبيا المختلفة وكان الجميع يروي قصته مع نادي المناظرة الليبي حيث أن بعضهم تدرب لأول مرة عن طريق النادي فشعرت بمسؤولية إحياء تلك السمعة لمجتمع التناظر في مدينة بنغازي وكان بإمكاني الرجوع الى المدينة وانشاء نادي خاص بي ، ولكنني شعرت أن الرسالة الأكبر كانت ستصل بإعادة احياء النادي الأم للمناظرة في ليبيا"نادي المناظرة الليبي" فتواصلت مع المؤسسين للنادي على رأسهم العزيزة ملاك بوعود وسعدت جدا بالفكرة وقد كانت من المساندين لي من بداية طريقي في التدريب ومراقبة جيدة لكل مايدور في مجتمع المناظرة في ليبيا ولكن تغربها مع زملائها المؤسسين حال دون إستمرار النادي
وقد أعطتني ملاك درسا لن أنساه أبدا فقد نصحتني أن لا أكرر الخطأ وأن أعمل بفريق كبير وأن لا يختزل النادي أبدا على شخص واحد ولهذا أنا لن أنسب لنفسي نجاحات النادي في الفترة الأخيرة، فقد ساعدتني التدريبات المستقلة التي قمت بها قبل أن أستلم رسميا إدارة النادي على تجميع مجموعة رائعة من الشباب الموهوب الشغوف الذي عمل جاهدا معي لإعادة نشاط النادي للطريق الصحيح
فقد قمنا بورشات عمل بالتعاون مع الجامعات في مدينة بنغازي وانشئنا نوادي في تلك الجامعات لأننا نؤمن بأهمية استمرار هذا النشاط داخل اروقة الجامعات
وقمنا ايضا بسلسلة مناظرات توعوية ومشاركتنا في عدة مبادرات كتحدي الأندية، ومشروع تواصل الذي يجمع بين المتناظرين في المدن المختلفة
كما أن المتناظرين شاركوا في البطولة العربية الاولى للمناظرات الرقمية
ولازلنا نجهز الكثير من الانجازات القادمة
وفي النهاية أشكر الدائرة الداعمة المساندة المحيطة بنادي المناظرة الليبي الذين لا يبخلون علينا بمواهبهم في شتى المجالات كما تفعلين أنتي اليوم بكتابتك عنا.
![]() | |||||||||||||||||||
غادة زايد سعد الكاديكي |
فاجبت
االمناظرة بالنسبة ليا اختصار في جملة هي (العلاج لكل الأمراض cure of all diseases)
أضافتلي قيمة ثقافية بجانب الإرث الطبي
بدأت الحكاية بمنشور علي منصة الfacebook من المدرب محمد بوحويش ثم استفسرت منه اكثر ونصحني بشدة أن أشارك وكانت نعم النصيحه.
غادة من المؤثرين في شخصية الاخرين بطبيعتها الساحرة وتواضعها الطاغي وأجتهادها المبني علي الذكاء الفكري والمميز كونها طبيبة لم يمنعها الامر من تناول وجهات مختلفة في الحياة فلديها ملف شخصي مشرف على مستوي عالي من التقدم والجدارة فغادة مندوب منسق لدى WHO
وعضو في جمعية القلب الأمريكية
ومتحصلة على step1 USMLE
متحصلة على TOT body language من البورد العربي للتدريب
مشاركة بورقات بحث طبي في مؤتمر دبي الدولي للطب والدواء وسنغافورة وفي مؤتمر العلوم العصبية في بنغازي
متحصلة على Advanced first aid and ICU care from American college
متناظرة تحت نظام البرلمان البريطاني الثقافي
مؤسس فريق نبض الجامعة الطبي التوعوي
اضافة الي شهادات حضور واتمام كورسات من منظمات دولية مثل UNDP و DW و PCI وWHOو IOM و Royal college و Stanford university و Harvard
كون غادة مدربة محترفة للغة الجسد التي لي معها حكايات من التدريب السابق وشغف وطموح كنت قد خضعت للتدريب على يدها وكان هذا من الأمور التي أضافت لي الكثير والكثير
وحينما سألت غادة عن بداياتها نحو التدريب وما هي بوابتها نحو الأحتراف فكان ردها :-لغة الجسد من بوابة حضوري لتدريبي الأول في تونس خلال برنامج صحي يتبع منظمة الصحة العالمية وحيث اعطت الدكتورة المحاضرة أهتمام بليغ بلغة الجسد وأتذكر جيدا بعد خطابي مدحتني أن لغة جسدي كانت متناغمة وجميلة وساعدتني مع فرقي الطبية الخدمية وندواتي التوعوية ومن هنا بدأ الأحتراف
وحينما سألت غادة أيهما تفضل التدريب أم تناظر فكان ردها بروح شقية ! الأثنين اعشق الأثنين التدريب والتناظر حيث بدأت في مجال لغة الجسد سنة 2017م والاسعافات الاولية عام 2016 م .
كوني الان متناظرة لي شغل حقيقي في الأكمال حتي الحصول علي قدرة لتدريب الأخرين وشغوفة بهذه الميزة التي تعيد للانسان الأتزان الفكري استطيع أن اخبركم حقا أن الحيام مليئة بالرسائل الرسائل التي تودنا أن نقرأها ونسمعها جيدا لعلنا نفكفك أحجية الزمن وتقلباته بها
.................................................
رحالة عبر الكتب
أية الوشيش
مايو 2020م
بنغازي .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق