بمرحلة عمرية يتغير المثل الأعلى يتعافي المرء تدريجياً من مفهوم التعلق نحو الأشياء والأشخاص والاندفاع والعنفوان ، لمرحلة بداية العشرينات كان تشارلز ديكنز وهيمنقواي وغستون بشلار وجورج أر أر مارتن وراسل وجي كي رولينغ ودان براون كُتاب أخذو حيزاً عميقاً من مشاعري الوجدانية كشابة محبة للقراءة مهتمة بمفهوم الآدب كوسيلة للحياة والتعاطي مع العالم ، والعِلم هو الوجه الحقيقي للأشياء
لكني مؤخراً ، أعني وأنا اليوم على مشارف نهاية العشرينات صِرتْ أتوسع بقرأتي نحو مايعانيه الإنسان في أصقاع الأرض
المعاناة بمفهومها العميق والشفاف فيما يتشارك فيه كل بشري على وجة البسيطة
مابعد الحروب من تكدس الصدمات ، الأوجاع المتباينة ، التشرد ، الجوع ، البطالة
كل ما يشعر به الإنسان من وجدان يغلي داخل بوتقة الحياة حينما يطحن فيها بصورة حقيقية تصنع تصدع روحي وجغرافي داخل خارطته النفسية والثقافية وتنمط سلوكياته ومشاعره
ربما
لأني انظر للأدب كوسيلة حقيقة للنجاة ، أقصد بالنسبة لي على الأقل كفتاة شغوفة بالكتابة محبة للتفاصيل معجونة بحروف
تستهويني كثيراً
شخصيةسفيتلانا وآسلوبها في بناء الرواية وقدرتها على تركيب محاور الشخوص وإدراك مكامن الرسائل الإنسانية التي تود حقاً نحتها في عقل القارئ
سفيتلانا من خلال رواياتها المشبعة بحديث عن بشاعة الحروب لم أقع في حبها فقط لأنها تُجيد الحبكة بل ربما لشعوري أنها إنسانة أكثر مما ينبغي !، وهذا عادة مايجعلني أراها صفة نورانية تجذبني للأشخاص وتجعلني أعشق الشخوص .
اليوم وأنا أصنع قائمة كُتاب مفضلين جُدد وأخون رُفقاء البدايات أشعر بضآلة حجم المعرفة التي أمتلكها مقابل كل هذا الجهل الذي يسكنني وأنا أعمل على التنقيب والتعرف بواسطة القراءة متخذة منها أداة لفهم هذا العالم
لا يمكنني ألا القول :- أتمني ألا أموت قبل قراءة كل كُتب العالم والتعرف على أكبر قدر ممن يُجيدون الحديث والتفكير والكتابة .
أُريد أن يتوسع عقلي بشكل حقيقي ألا أتوقف عن الدهشة في كل مرة أتعلم أمر ما وأتعرف على وجه كاتب جديد .
