حكاية
الذين أحببناهم بصدق خذلونا !
ولعلنا سنخذل كل من بادروا بحبهم الصادق لأجلنا ,ثأرا لجراحنا ! المندسة تحت ضحكاتنا العريضة !
بعض مواطن الوجع تصبح خرساء لا صوت يعلوا منها حتى وان تحسستها لعلها ذروة الألم التي تدعي الاعتياد ما أبشع داخلنا حين ينكسر ,حينما تهدر رهافتنا دون وجه حق ! ونمضي قدما بشوكة لا نتردد في غرسها بأرواح المارين كلما شعرنا بتلويحهم الماكر بأشواكهم السامة المغلفة بابتسامة خبث ليس خوفا من وجع بل تلذذا بنشوة الأذي النشوة التي تنفخ فينا الفرح أننا نعوض ضعفنا بقوة زائفة !
أغلبنا موتي علي قيد الحياة في حال أردنا أستثناء الأطفال علي كل حال ! غدونا سكاري وما نحن بسكاري ! حائرين خائري القوة لا شيء يملؤنا عدا الريح ! الريح التي جعلت من الفؤاد ناي يخبر العابرين أنه مثقوب .
العمر ! محض ساعة رملية مقلوبة تتسرب حباتها علي مهل تنذر بقدوم الفراغ ! الفراغ المطلق الحقيقة البينية الفاضلة للوجوديات التي نحياها بكل هذه الوحشية !
ثمة أوقات كثيرا أو ربما دائما قد تغدوا !
حينما تقف أمام مرآتك فتبكي ,تبكي بشدة أنت الذي لم تعد تعرفك ,ولم تعد تعجبك ,ولم تعد تكترث لك ,والي ما سيأتيك .وماسيمر بدونك ,وما ستكون عليه !
أرواحنا لا تشبه اجسادنا لا مناعة لديها ولا كريات دم بيضاء ! لا تفرز (antibody ) للخيبة ولا تمتلك (receptor) يمكننا أن نصنع له دواء للفحات القهر الشديد ! بلورية هذه الأرواح لا تتحمل كل هذا البؤس وكل هذه القسوة !
ولكن ! ماذا ماذا ! يا الله لو أردنا أن نظل أنقياء ؟
كيف لنا أن نمتلك رحمة أنبيائك ! كيف لنا أن نغفر كيوسف لكل الذين تركونا في الجب وما التفتت وجوههم لصرخاتنا الغوثاء ! كيف لنا أن نبادلهم الحب كمحمد كل الذين وضعوا الأشواك في طريقنا وأشعلوا الحطب عنوة ,وأن نلقي عليهم سلاما مما امتلكنا ونخاطبهم بالتي هي أحسن هؤلاء الذين ما جادلونا يوما ألا بالتي هي أسوأ ! كيف تحمل عيسي أبن مريم مكر سائر البشر وعفي عنهم يوم قال ! سلام عليا يوم ولد ت ويوم أموت ويوم أبعث حيا !
كيف لنا ياالله أن نصغي بقلوبنا ونعمل بعقولنا كيف دون ان نتغير دون أن تلقي علينا الحياة زفراتها القذرة ونخرج منها بأحسن الأعمال
! ما بالها هذه الأرض واسعة وضيقة في آن واحد ! علي من يكسرون بقوة وامتلكوا نفسا لواما لا لؤم فيها لا ترضي بكسر الآخرين ! ليس خوفا منهم بل عليهم ليس ضعفا بهم بل خوف ممن ضاعوا بضعفهم !
كيف ياالله حافظوا كل الذين أحببتهم وأحبوك علي أرواحهم دون تغير دلنا ! نحن اللذين لم يمتلكوا وجوه أنبياء لكننا امتلكنا جنسهم ! علي طريق لنفعل ذلك . .
(الصورة الفوتوغرافية للفنانة إسراء الشاعري )