المتابعون

الخميس، 12 أكتوبر 2017

مصائر


رواية

                                     مصائر 

                                الكونشرتو الهولوكست والنكبة




الرحيل ميلاد أخر للروح ، كيف وان كان الرحيل مصير ، قدر محتوم لامفر منه ولامهرب !
هكذا يروي ربعي  مصائر من رحل عن فلسطين بروح والجسد ومن رحل عنها روحا دون جسد !
جنين وباسم ، وليد وجولي ! وباقي هناك !
الوطنية قضية كل الأزمان حيث إنتماء الفكر واللغة اللذان بدورهما يدعمان حضارة العقائد و الإيمانيات ! ويغيران مسار التاريخ وهيئة الكون .
لم يكن محور الرواية وعمودها الفقري بالموضوع الجديد ، إنما طريقة الكتابة هي الفريدة من نوعها لقد قام ربعي بإستخدام الكونشرتو كفن موسيقي في الكتابة فباتت الشخصيات تتبادل الآدوار فرادة بطريقة سلسة للغاية وحوار شيق يمتلك بعضا من المرح  دون تداخل للمشاهد او ربكة للقارئ ، تتسلل بداخلك شخصيات الرواية بسهولة فتجدك تتفاعل مع جارة باقي هناك الدهماني وتحاول رسم هيئة المستوطنات ووجوه الفلسطينيون اللذين زجت بهم النكبة للإنخراط في حياة ذات طابع يهودي ولحصولهم علي جنسية إسرائلية خوفا من الهجرة حينما يتعلق الأمر بالتمسك  بالوطن والمقاومة .
المأساة تتجسد في دور باسم وجنين الزوجين اللذان يصارعان رغباتهم مابين الرحيل والبقاء مابين التضحية وحب الذات ! الشتات كان في ماضي وحاضر شخصية وليد، ورماد والدتة جولي الباحث عن مقره الأخير .
توقفت لوهلة عند القراءة أتسائل كم عائلة في حيفا ويافا وعكا وفلسطين أجمع تفككت عندما تمسك طرف من الازواج بالبقاء بينما اصر الأخر علي الرحيل ، إن أبشع مايمكن أن يحدث في حياة المرء أن تجبره الظروف علي التفكير في نفسه أولا ، لقد كان ربعي يشير لأهمية التمسك بالمبدأ في هذا الركن ولربما هكذا بدأ لي ،
كنت سعيدة خلال تجولي بحيفا ، هذه المدينة التي أوقدت بداخلي حب عميق لها منذ صدامي الأول مع الأدب الفلسطيني خلال عام 2013م ،
يبدو لي خلال الرواية أن الأستاذ ربعي صاحب أذن موسيقية ويتميز بمفاهيم فكرية ذات مدي بعيد وكان ذلك وضحا بشكل كبير خلال سرد مشاهد جلوس كل من وليد وجولي خلال القطار
ومشاهد وليد اثناء بحثه عن دير ياسين ،
أن مالم يثير أعجابي وهذا ماأدي لنقص بعض النجمات عند تقيمي للرواية علي حسابي  goodredas ، إستخدام الألفاظ النابية كنوع من إدراج الواقع خلال الرواية ليطفي عليها نوع من الصدق ربما كون المجتمعات بصفة عامة مهما بلغت من درجات رقي لايتخلي لسان الإنسان عن قول القبح أو حتي يده عن فعله
هذا عمل أدبي متقن ولعل خلال قراءتي للرواية أفتتحت لي نوع جديد من المفاهيم فلم أتوقف عن الرحيل داخل المصائر ورحت أقلب الyoutub بحثا عن وثائق الهولوكوست والنكبة ،
لقد أبقتني القراءة علي قيد الفهم والتدقيق ولم تعد مجرد محاولات لتفادي الملل والتسلية كما كان يحدث في الماضي ،
يتميز ربعي بلغة عربية ذات طابع ملم بالألفاظ وهذا مايجعل الرواية وجبة لغوية وتاريخية وموضوعية وسياسية دسمة ، لقد تفاجأة أيضا بتواضع السيد ربعي المدهون وقدرة علي الرد علي تقيمب  للرواية خلال حسابي goodread وكان هذا الأمر جميل ومحبب لقلبي .
يخطوا ربعي خطي كنفاني في الكتابة من أجل قضية فخلال متابعتي لبعض منشوراته عبر الfacebook وجدت أنه كاتب يملك فكرا ثوريا وينادي بالحريات وينبذ التعسف والشتات الذي تمارسه إسرائيل منذ زمن في روح كل فلسطيني النبيل .
بدأت رحلتي عبر المصائر في التاسع من سبتمبر وأنهيتها في الحادي عشر من أكتوبر عام 2017 م .
في الحقيقة لم تكن رحلة سهلة أنما رحلة بطيئة من نوعها حيث لم يبدو الأمر سهلا حينما يتعلق الأمر بالأطلاع  بعد عمر الثالث والعشرون البداية في إلتقاط رؤوس الخيوط ومحاولات الخروج من إطار الموهبة للإحتراف لقد كلفني التمحيص وقتا طويلا  إستمعت فيه لكم جيد من اللقائات للسيد ربعي
أن قدرتك علي قراءة ماينتج الكاتب بشكل صحيح هي محاولاتك الثابتة لبناء قلم صلب يثق بما يكتب ، ويكتب علي مايستند من معلومات قيمة وثقافة واسعة .
حينما أتتني المصائر كهدية في اليوم العالمي للكتاب لعام 2017 م ،بطبعتها السابعة لفتت نظري الغلاف البسيط وتذكرت قول  ستيفن جوبز " الفنان يبسط !"
وكان ذلك واضحا في الحقيبة التي تدل علي الهجرة في غلاف الطبعة السابعة وعلي باب البيت العربي المنزوع منه عربيته حينما رسمت في أعلاه النجمة  السداسية الإسرائلية ، في غلاف الطبعة التي سبقتها ، وأدركت حينها أن ربعي يمتلك عين جمال فريدة من نوعها
الهولوكست ، وخفايا سايكو سبيكو واتفاقية كامب ديفيد وحديث الأضطهاد الذي تلوكه تبريرات الحركات الصهيونية كلما مارست العنصرية في وضح النهار علي أبناء فلسطين جعلتني  أشعر بغصة ! عندما أكملت المصائر ، وشيء من الأسيء كيف للحياة أن تغدو غير منصفة بحق بعض البشر هكذا !
وكيف للأرض أن تكون كوكب الصراعات بطبيعتها وكيف سينتهي مصير قابيل وهابيل اللذان بدأ صراعهما منذ الأزل  عندما سيرث الله الأرض وماعليها ، لم تكف الفلسفة عن طرق باب عقلي ولم تشفيني كل الإجابات ولازالت مؤمنة أن للحياة حكاية تستحق أن تروي .

الجمعة
 الرابع من أكتوبر 2017م
11.9 م


من آحب مقطوعات الكونشرتوا إلي قلبي. لموزارت



https://youtu.be/olWFnhtpEP0


مم اللقائات المحببة لقلبي لربعي مدهون
https://youtu.be/bdgMZb1NvUI

الروائي وصحفي فلسطيني ربعي مدهون .

بعد غياب ! ، العودة .

  مرحباً سُكان رحالة. ! أنها عودة حميدة بلا شكْ ، للركن الأكثر أمان داخل عوامل الإنترنت . كيف يبدو هيئتي ككتابة لا آعلم لكني حينما بدأت الم...